أكاديمية الإسراء
كيف نحمي أبنائنا من مخاطر كثرة استخدام التكنولوجيا؟
مع الاستخدام المكثف للإلكترونيات في ظل ازدياد الاعتماد على الانترنت بسبب العمل والدراسة عن بُعد والتواصل الاجتماعي، برزت مخاوف عديدة حول تأثير التكنولوجيا على الصحة الجسدية والنفسية للأطفال.
التأثير على الصحة النفسية
يؤثر الاستخدام المكثف للتكنولوجيا على نمو الأطفال على مستوى صحتهم النفسية والجسدية، خصوصًا أن أدمغتهم مرنة ولا تزال في طور النمو، فالتعرض المستمر للتكنولوجيا يؤثر على وظيفة هذه الأدمغة وطريقة عملها.
تقول الدكتورة هاردستر:"عندما يتعرض الطفل لمستويات عالية من التكنولوجيا، فإن دماغه يعتاد على التعامل مع مصادر متعددة من المعلومات والأفكار. تحفز هذه الأفكار الروابط بين خلايا الدماغ وتخلق مسارات عصبية جديدة بين أجزائه، فكلما مارس الطفل نشاطًا معينًا كلما أصبحت تلك المسارات العصبية أقوى".
تتابع:" كما يؤدي قضاء وقت طويل أمام الشاشة إلى الإجهاد النفسي، حيث يتم تحفيز الجهاز العصبي، كما تحفز الالكترونيات متلازمة الكر والفر التي تضع الجسم في حالة توتر دائم خلال فترة الأزمات أو حالات الطوارئ".
التأثير على النوم
يمكن للاستخدام الزائد للتكنولوجيا أن يؤثر أيضًا بشكل واضح على نوم الأطفال، وبالتالي لا بد من التأكد من حصول الأطفال على ساعات نوم كافية لا تقل عن 12 ساعة حتى عمر 12 عامًا، خلال هذه الفترة الصعبة.
وفقًا للبيانات، فإن المدة التي تُقضى أمام الشاشة تستثير الجهاز العصبي بشكل كبير، كما تعرض الأطفال لخطر ارتفاع في ضغط الدم والنبض مما يجعل عملية الدخول في النوم صعبة، كما أن قضاء دقائق قليلة أمام الشاشة يمكن أن يؤخر إفراز الميلاتونين لعدة ساعات مما يؤثر وبشكل سلبي على ساعة جسد الطفل البيولوجية.
طرق حماية الأطفال من هذه المخاطر:
تنصح الدكتورة هاردستر أولياء الأمور بتحديد المدة التي يقضيها الطفل أمام الشاشة لتفادي تأثيرها السلبي على النوم، قائلة:" إن استخدام ما يسمى بخطة العائلة للوسائل التكنولوجية يمكن أن يساعد في إيجاد التوازن بين استخدام الإلكترونيات وأنشطة الحياة الأخرى، كما يتوجب على الأهالي إغلاق الأجهزة الإلكترونية لمدة ساعتين قبل النوم، وأن يكونوا قدوة ونموذجًا يحتذى من خلال القيام بأنشطة صحية مثل التمارين الرياضية، قضاء وقت مع العائلة، وأخذ استراحات من الأجهزة الإلكترونية خلال اليوم".
وفقًا للخبراء، فإن الوقت المثالي للقضاء أمام الشاشة، سواء قبل أو بعد حدوث الجائحة لا يجب أن يزيد عن ساعتين للأطفال والمراهقين، وهو ما يشكل تحديًا أمام أولياء الأمور حيث يشعر الأطفال أن التكنولوجيا هي وسيلتهم الوحيدة للتواصل مع العالم الخارجي.
ولا بد أن يبذل الأهالي مجهودًا مضاعفًا لتشجيع الأطفال على الخروج واللعب في الهواء الطلق وممارسة الرياضة، يمكنهم جعل الشاطئ جذابًا من خلال إدراج ألعاب الشاطئ الممتعة والطفو المائي، وتشجيع الأنشطة الخارجية مثل بالونات وبخاخات المياه، مسابقات الرش الصغيرة، كما يمكن أن ينخرط الأهالي في بعض الأنشطة مع أبنائهم، مثل التنزه في المساء وركوب الدراجة وغيرها".
المصدر: مؤسسة قطر للتعليم والبحوث
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدنا تعليقاتكم